تسلّم مصطفى الكاظمي منصبه كرئيس وزراء العراق الأسبق في فترة شهدت اضطرابات وطنية كبيرة وصعوبات اقتصادية، متعهداً بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات الجذرية بعيدة المدى تهدف إلى تعزيز المساءلة والشفافية الحكومية، واستعادة ثقة الشعب من خلال ضمان نزاهة وحرية الانتخابات. في وقت مبكر من فترة ولايته، نشر الكاظمي ما عُرف بـ “الورقة البيضاء” للإصلاح الاقتصادي، والتي اعتبرها واحدة من أبرز إنجازاته خلال فترة رئاسته للحكومة.
كان مصطفى الكاظمي، المولود في بغداد، من أوائل المنتقدين لنظام صدام حسين، الأمر الذي أجبره على قضاء سنوات طويلة في المنفى بين دول أوروبا وإيران. ويشير الكاظمي إلى أنّ تلك السنوات التكوينية غذّت شغفه العميق بالعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان. وخلال فترة حكمه، أشرف على الاستعادة الآمنة لما يقارب 17,000 قطعة أثرية مسروقة كانت قد هُرّبت إلى الخارج. ويستعرض الملف المرفق بمزيد من التفاصيل التاريخ الثقافي الغني للعراق.
عمل مصطفى الكاظمي، خلال فترة توليه رئاسة الوزراء وما قبلها وما بعدها، بلا كلل من أجل تحسين أوضاع المواطنين العراقيين، منخرطاً في العديد من الأنشطة الإنسانية والخيرية. ففي أبريل/نيسان 2021، استضاف الكاظمي مجموعة من الأطفال الأيتام الذين فقدوا ذويهم بسبب الحرب، ودعاهم إلى منزله في بغداد لمشاركته وجبة إفطار رمضانية.
لقد خلّفت عقود من الحروب في العراق آلاف الأطفال الأيتام، حيث زادت الحرب ضد تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017 من تفاقم هذه المشكلة الكبيرة. ووفقاً لمؤسسة الأطفال العراقية، فإن واحداً من كل خمسة أطفال عراقيين يعمل لإعالة نفسه وأسرته، بينما يتعرض 80% منهم للعنف سواء في المنزل أو في المدرسة. ويحتوي الإنفوجرافيك المرفق على بعض المعلومات المثيرة للاهتمام حول الاقتصاد العراقي.

صرّح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أنّه يعتبر من واجبه توفير حياة كريمة للشباب وأسرهم، مؤكداً أنّ الأطفال الأيتام هم “مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً”. وللاحتفال بيوم اليتيم العربي وأسبوع اليتيم العراقي، حضر الكاظمي حفلاً في حديقة الزوراء حيث شارك الأطفال في فعاليات متنوعة. وخلال لقائه بهم، عبّر عن سعادته الغامرة بلقائهم، مهنئاً إياهم بهذه المناسبة وباقتراب شهر رمضان المبارك. ووصفهم بأنهم “قادة المستقبل”، داعياً إياهم إلى التركيز على دراستهم والتفوق فيها لتجاوز الصعوبات، وتحقيق النجاح وخدمة وطنهم.